السبت، 24 يناير 2015

بعض من قصائد: الشيخ سيدي بوعمامة رحمه الله بعنوان ( يا شفيق).

^بادئة^
بعض من قصائد: الشيخ سيدي بوعمامة رحمه الله بعنوان ( يا شفيق). 

لا إله إلا الله، لا إله إلا الله == لا إله إلا الله، رجائي هو الله 
لا إله إلا الله، لا إله إلا الله == لا إله إلا الله، رجائي هو الله 

يا شفيق يا رفيق،غني في الإتساع والضيق= أجرنا من الحريق،برحمتك يا الله 
أحرسنا من الآفات، يا عالم بالخفيات == منك جميع الحاجات، يا كريم يا الله 

أغنني بك في الحياة، يا سميع للأصوات= بجاه شفيع الأموات، يا من هو الله الله 
إجعلني في وجهك ناظر، يا علي يا قدير= بجاه النبي البشير، بشرني بك يا الله 

بشرني يا مبشر، بعد العسير ميسر == منك جاءنا كل خير، من كونك يا الله 
إذا ما لي عندك سابق،أنت الرحيم والمضيق=الكون على خلقك دفيق، إرحمني يا الله 

بجاه أبوبكر الصدوق، وعمر الفاروق == إني دائما في شوق، إلى لقائك يا الله 
معدني فيه الآفات، بجاه جميع السادات == إرحمني عند الممات،برحمتك يا الله 

يا إله المخلوقات، يا رافع السماوات == أجرنا من الآفات، بعفوك يا الله 
يا إلهي يا قدير، ما لي معك تدبير == لا شريك لا نظير، في وجودك يا الله 

كيف لي سيدي ونحير، نبغي للأمة التحرير= يا من لا له نظير، فاض فضلك يا الله 
هو يجيب من دعاه، بجاه العرش ومن حوله == رجائي هو الله، لا إله إلا الله 

بجاه ذاتك العظيمة، يا كريم الكرما == أنت نور لا ظلمة، يا غني يا الله 
فسبحانك يا سبحان، ذو البهاء والإحسان = منزه عن الأكوان، سبحانك يا الله 

بجاه العروة الوثقى، ذو العلوم والتقى == شفيعنا يوم اللقاء، مولانا رسول الله 
أنت الغني وأنا الفقير، أنت العزيز وأنا الحقير= فرج عني كل عسير، فرج همي يا الله 

إني إشتكيت إليك، ما مسني عندك == ليس لي إله غيرك، إقهر أعدائي يا الله 
يا ربي يا الله، أجب عبدك مادعاه == إقضي له ما سأله، من فضلك يا الله 

بحق الحق الحقيق، بنور الوجه الدفيق ==أجرنا من كل ضيق، فرج ما بي يا الله 
بجاه العظيم جاهك، بجاه عظمتك == بجاه أوليائك، لا تسلبنا يا الله 

إني داخل حماك، لا أسأل أحدا سواك == عجل للعدو بالهلاك، يا من هو الله الله 
سألتك يا رب الأرباب، بيوتهم للخراب == حتى يصيروا تراب، دكا دكا يا الله 

ثم الصلاة والسلام، على شفيع الأنام = سيدي مصباح الظلام، حبيبي رسول الله 
يا رب صل عليه، بقدر حبك فيه == عدد من صلى عليه من خلقك يا الله 

لا إله إلا الله، لا إله إلا الله == لا إله إلا الله رجائي هو الله 
لا إله إلا الله، لا إله إلا الله == لا إله إلا الله شفيعنا رسول الله 



تمت وبالخير عمت إن شاء الله 

التصوف


بسم الله الرحمن الرحيم




التصوف
الحمد لله العزيز ذي الجلال القديم الأزلي، الذي لا يوصفبالحركة والإنتقال، المنزه عن المكان والكيفية والنظير والمثال:" ليس كمثله شيء وهو السميع البصير،" المقدس عن النقائص والخلل، الذي خلص قلوب أوليائه من الخبائث والعلائل، وأيدها بالمعرفة والإجلال، فلا يزالون على الحق حتى يقتلوا المسيخ الدجال، ونشهد أن سيدنا ونبينا ومولانا محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى ءاله وأصحابه صلاة وتسليما يترادفان إلى يوم الجمع والسؤال.
أما بعد:
فإن أشد ما يحتاج إليه المسلم في هذا العصر الذي طغت فيه المادة...، هو العناية بالجانب الروحي، الذي أشار إليه الحديث الشريف بمقام الإحسان. "عن عبد الله بن عمر قال حدثني عمر بن الخطاب قال، بينما نحن عند رسول الله ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه ثم قال يا محمد أخبرني عن الإسلام قال أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قال صدقت، قال فعجبنا منه يسأله ويصدقه قال أخبرني عن الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره قال صدقت، قال فاخبرني عن الإحسان قال ان تعبد الله كانك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، قال فأخبرني عن الساعة قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، قال فاخبرني عن أماراتها قال أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان قال ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال يا عمر أتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله أعلم قال فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم". رواية مسلم. ورواه أيضا البيهقي والنساني وأحمد وابن ماجة وابن خزيمة.
- في القرن الثاني وما بعده أقبل وجنح الناس إلى مفاتن الدنيا وتزهد بعضهم وأقبلوا على الدين بمراتبه الثلاث حتى لقبوا بلقب الصوفية لصفائهم عن الأكدار والشوائب التي لحقت بغيرهم، وهم الفئة التي أخبرنا عنها سيد الوجود صلى الله عليه وسلم بقوله: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك". و في روايات قائمة على الحق. وفي إحدى روايات البخاري: "لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك". والحديث رواه أيضا الترمذي وابن حبان وابن ماجة وأحمد والحاكم في المستدرك. 
فهناك إذن "إسلام" وهو الإذعان والإستسلام، والخضوع للدين عن طريق القول الظاهري، والنطق اللساني، وأداء العبادات.
وهناك "إيمان" وهو التصديق بالقلب، والإعتقاد بالعقل، والإطمئنان في النفس إلى صدق ما يقوله اللسان.
وهناك "إحسان" وهو التوجه الكلي إلى الله، والتعلق الدائم به، والتفكير الموصل في صفاته وآياته، والمراقبة المستمرة لعظمته وجلاله والمشاهدة المقيمة لأنواره.
- وأما أصل الطريقة فلم تزل عند السلف ومن بعدهم طريقة الحق والهداية، أن أحيا الله بهم كثيرا من القلوب الميتة، وأصلح فسادها واستطاعوا بعون من الله وفضله أن يوجهوا فتوة العيارين والشطار القائمة على الإفساد والنهب... إلى وجهة صالحة، تقوم ركائزها على المروءة والشرف والأخوة الإسلامية والغيرة على الدين إذ كانوا نموذجا للسلف الصالح في العصور الوسطى والحديثة نفس الحب والتفاني، ونفس الحنين إلى الشهادة، والرغبة عن الدنيا... وجاهدوا في الله حق جهاده حتى خلصوا الوطن من براثن الإستعمار تلك هي الطرق الصوفية التي وسعت رقعة الإسلام وأدخلت ملايين كثيرة في الدين الحنيف. وعلى سبيل المثال جهاد البطل شيخنا الشيخ أبوعمامة الذي قاوم الإحتلال الفرنسي بالجزائر والمغرب الشرقي لما يقارب ثلاثة عقود كاملة.
وفي بيان المصدر الذي اعتمدوه في علمهم قال تاج العارفين الإمام الجنيد رضي الله عنه:" طريقنا هذا مضبوط بالكتاب والسنة، إذ الطريق إلى الله تعالى مسدود على خلقه، إلا على المقتفين آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وقد أفاد وأجاد حجة الإسلام الشيخ الغزالي رضي الله عنه بوصفهم حين قال:" لو جمع عقل العقلاء، وحكمة الحكماء، وعلم الواقفين على أسرار الشرع من العلماء، ليغيروا شيئا من سيرهم وأخلاقهم، لما هو خير منه، لم يجدوا إليه سبيلا، فإن جميع حركاتهم وسكناتهم في ظاهرهم وباطنهم مقتبسة من نور مشكات النبوة." 
يقول الشيخ إبراهيم ابن أدهم رحمه الله حين يصف طريق التصوف:"أعلى الدرجات أن تنقطع إلى ربك، وتستأنس إليه بقلبك وعقلك وجميع جوارحك، حتى لا ترجو إلا ربك، ولا تخاف إلا ذنبك، وترسخ محبته في قلبك حتى لا تؤثر عليها شيئا."
ه 
ضرورة الصحبة:
قال شيخنا سيدي عبد القادر بن محمد رحمه الله" وأما أخذهم عن مشائخهم ففيها طريق بحسب أحوالهم، ومواقع أمورهم، وطريقة أهل الجماعة في ذلك أن يصافح الشيخ الفقير ثم يخلو به ويعلمه صورة الطريق، وما يترتب عليها، وليحقق ما يؤمر به ويكون يأمر بالخير بعد فعله، وأن يقوم بحق الله عليه في وجوب وقته.... ثم يغتسل وينوي أنه خرج عما كان فيه من سوء أعماله وأقواله وأفعاله ويجتنب الأشرار، ويلازم صحبة الأخيار،وصوم ما أمكنه من النهار،والركوع والسجود في الأسحار، ويجدد التوبة النصوح مع الاستغفار، آناء الليل وأطراف النهار.... فالصحبة واللقاء هما من الركائز فكان الأدنى اذا لقي من يفوقه استفاد منه .
قال في الياقوتة : 
وأي سلوك كامل دون صحبةوأي اهتـداء شــامل دون منـحـة 
وأي طريق راشد غير رشدناوأي اهتمام الوقت من غير همة 
وقال خليفته سيدي بوعمامة رحمه الله: يا من أردت النجاة من جميع المهالك، عليك بصحبة شيخ المسالك.  
من ذكر الأدعية والأذكار بدون اذن خاص فانه يجد الثواب عند الله تعالى للاذن العام، ولكن يفوته خير كثير وللدعاء أو الذكر خصائص لاتحصل الا عن طريق التلقين.
اعلم أن المأخوذ عن غير شيخ، أوعن شيخ غير مأذون من شيخ الطريق فيه هلاك صاحبه أقرب من سلامته لاسيما أسماء الله الحسنى.
قال الشيخ أحمد بن المبارك، في كتابه الابريز، وسمعته يعني أستاذه سيدي عبد العزيز رحمه الله يتكلم على الذين يذكرون أسماء الله الحسنى في أورادهم فقال، ان أخذوها عن شيخ عارف لم تضرهم وان أخذوها عن غير عارف ضرتهم، فقلت وما السبب في ذلك؟ فقال، الأسماء الحسنى لها أنوار الحق سبحانه فاذا أردت أن تذكر الاسم فان لم يكن  مع الاسم نوره الذي يحجب من الشيطان حضر الشيطان وتسبب في ضرر العبد، والشيخ اذا كان عارفا وهو مع الحق دائما، اذا أراد اسما من أسماء الله الحسنى لمريده أعطاه ذلك الاسم مع النور الذي يحجبه فيذكره المريد ولايضره.
قال الشيخ جبريل الخرماباذي رحمه الله، وههنا أصل أصيل يجب رعايته، فان الذكر بدون رعايته لايوصل الى المقصود وان كان لا يخلو من فائدة ما وهو أن يكون تلقين الذكر من شيخ مرشد تتصل صحبته وطريقته بالحضرة النبوية .
وفائدة الدخول في سلسلة القوم بالتلقين كما قال العارف بالله الشيخ العلوي رحمه  الله:
انه اذا دهم المريد أمرا وتشوش منه قلبه واضطرب جاوبته جميع أرواح الأولياء من شيخه الأدنى الى الرسول صلى الله عليه وسلم الى حضرة الله عز وجل فيزول كربه وهمه ومن لم يدخل في طريق القوم بالتلقين فلا تجيبه روح أحد من أهل الطريق لعدم ارتباطه بهم فحكم ذلك كسلسلة الحديد اذا حركت منها حلقة جاوبتها بقية الحلقات.  

أصل التلقين
قال الله تعالى:" ان الذين يبايعونك إنما يبايعون الله، يد الله فوق أيديهم، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه، ومن اوفى بما عاهد عليه الله فسنوتيه أجرا عظيما" سورة الفتح الآية 10  
وأخذ الطريق ثابت في الكتاب والسنة، وقد ورد في الحديث الشريف، وسيرة الصحابة:
ـ تلقين الجماعة، أخرج البخاري في صحيحه عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بايعوني على أن لاتشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تواصلوا الا في المعروف فمن أوفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب في ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصابه من ذلك شيء ثم ستره الله فهو الى الله ان شاء عفا عنه وان شاء عاقبه.  فبايعناه على ذلك.
وعن شداد بن أوس رضي الله عنه وعبادة بن الصامت حاضرا يصدقه قال:
كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هل فيكم غريب ـ يعني أهل الكتاب ـ فقلنا: لا يا رسول الله، فأمر بغلق الباب فقال: ارفعوا أيديكم وقولوا (لااله الا الله)، فرفعنا أيدينا وقلنا ( لااله الا الله )، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الحمد لله اللهم انك بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني عليها الجنة وأنك لاتخلف الميعاد، ثم قال: ألا فأبشروا فان الله قد غفر لكم.
ـ وعن جرير رضي الله عنه قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على اقامة الصلاة، وايتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم.
أخرج الشيخان والحافظ جلال الدين السيوطي رضي الله عنهم من طرق متعددة،
عن علي كرم الله وجهه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله دلني على أقرب الطرق الموصلت الى الله عز وجل وأسهلها على العباد وأفضلها عند الله تعالى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ياعلي عليك بمداومة ذكر الله سرا وجهرا، فقال الامام علي رضي الله عنه ان الناس كلهم ذاكرون وانما أريد أن تخصني بشيء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صه، ياعلي أفضل ماقلته أنا والنبيون من قبلي  لااله الا الله  ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع وضعن في كفة ولااله الا الله في كفة لرجحت لااله الا الله، ثم قال يا علي لاتقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول   الله  الله  ، فقال علي كيف أذكر يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، أغمض عينيك واسمع مني  لااله الا الله ثلاث مرات ثم قل أنت ثلاث مرات وأنا أسمع ....
قال يوسف الكوراني ان عليا كرم الله وجهه لقن الحسن البصري وهو لقن داود الطائي ومنه الى الجنيد شيخ الطائفة وعنه تفرع وانتشر التصوف في أصحابه وهلم جرا لاينقطع حتى ينقطع الدين .  

وعن أنس رضي الله عنه قال: (قدمت المدينة وقد مات أبو بكر رضي الله عنه واستُخلف عمر رضي الله عنه، فقلت لعمر: ارفع يدك أُبايعك على ما بايعت عليه صاحبك قبلك، على السمع والطاعة فيما استطعت) ["حياة الصحابة" ج1/ص237].

عن سليم أبي عامر رضي الله عنه: (أنَّ وفد الحمراء أتوا عثمان رضي الله عنه فبايعوه على ألاَّ يشركوا بالله شيئاً، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، ويصوموا رمضان، ويَدَعُوا عيد المجوس، فلما قالوا: نعم، بايعهم)[رواه الإمام أحمد كما في نفس المرجع].

ثم نهج الورَّاث من مرشدي الصوفية منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في أخذ البيعة في كل عصر، فقد ذكر الأستاذ الندوي في كتابه "رجال الفكر والدعوة في الإسلام": (أن الشيخ عبد القادر الجيلاني فتح باب البيعة والتوبة على مصراعيه، يدخل فيه المسلمون من كل ناحية من نواحي العالم الإسلامي، يجددون العهد والميثاق مع الله، ويعاهدون على ألاَّ يشركوا ولا يكفروا، ولا يفسقوا، ولا يبتدعوا، ولا يظلموا، ولا يستحلوا ما حرَّم الله، ولا يتركوا ما فرض الله، ولا يتفانوا في الدنيا، ولا يتناسوا الآخرة. وقد دخل في هذا الباب ـ وقد فتحه الله على يد الشيخ عبد القادر الجيلاني ـ خلق لا يحصيهم إلا الله، وصلحت أحوالهم، وحسن إسلامهم، وظل الشيخ يربيهم ويحاسبهم، ويشرف عليهم، وعلى تقدمهم، فأصبح هؤلاء التلاميذ الروحيون يشعرون بالمسؤولية بعد البيعة والتوبة وتجديد الإيمان) ["رجال الفكر والدعوة في الإسلام" ص248].

الأحد، 7 ديسمبر 2014

صلوات‬ عرفانيّة على الحقيقة المحمّديّة


ترجمة الشيخ محمد المدني
المرجع: مشاهير التونسيين
السيرة
وُلدَ الشيخُ محمد المدني بن خليفة بن حسين بن الحاج عمر خلف الله سنة 1307/1888 في أسرة فلاحيّة متواضعة بقصيبة المديوني. زاول تعلُّمَهُ الأوَّلي في كُتّاب القرية حيث حفظ القران وتلقَّى مبادئ اللغة العربية قبل أن يلتحق بجامع الزيتونة بالعاصمة التونسية حيث تتلمذ على علماء معروفين مثل شيخ الاسلام المالكي، سيّدِي بلحسن النجّار والعلامة الشيخ الطاهر بن عاشور. 
التقى الشيخ محمد المدني بالشيخ أحمد العلاوي أثناء زيارة هذا الأخير لتونس فأخذ عليه العهد ثم ما لبث أنْ صحبه الى الجزائر حيث تجرَّد هناك لمدة ثلاث سنوات متقطّعة أفاد خلالها الفقراء العلويين بعلومه ومعارفه الجمّة ثم عاد الى تونس وبدأ في نشر الطريق منذ 1910 حيث بنى زاويةً واستمرَّ على توسيعها فصارت المركز الأساسي للطريقة المدنية. 
وتولَّى بعد عودته من الجزائر التدريس، لمدة خمس سنوات، بمدرسة قرآنية فُتحت بالمنستير. 
وتزوَّج سنة 1918 بأم الفقراء السيدة هنونة العتيل وأنجب منها خمس بنات وأربعة أولاد مات منهم ثلاثة في حياته.
وحجَّ الشيخ محمد المدني مرتين سنة 1929 و سنة 1955.
والتحق إلى جوار ربّه في 14 ماي 1959 اثر مرض قصير.
الأعمال: 
قضى الشيخ محمد المدني كلَّ حياته في الذّكر والمذاكرة والتدريس فهو لم يفتأ بين مجالس الذكر التي تكاد تكون منظمة بشكل يومي في الزاوية المدنية بقصيبة المديوني وفيها يدرَّسُ القرآنُ والفقه والتصوّف و فيها يجتمع للذكر والمذاكرة. وكثيرا ما كان الشيخ يتنقَّل بين المدن والأرياف التونسية للدعوة الى الله و تبليغ رسالته ولم تخلُ سياحاته المنتظمة والمتصلة من تدريس للفقه وتعليم لأصول الدين. وهكذا فإن أعمال الشيخ تتلخَّص في تهذيب نفوس الفقراء الذين كانوا يقصدونه من كل مناطق البلاد طمعا في معرفة الله.
الآثار
صنَّف الشيخ محمد المدني في كافة فنون المعرفة ولمْ يَترك علما إلا وألَّف فيه إذا مكنه تكوينه الديني واللغوي المتين من تعاطي تفسير القرآن والحديث و إصدار الفتاوى، حسب المذهب المالكي إلى جانب الشعر والرسائل والحكم الصوفية.
تفسير القرآن : امتاز أسلوبه في التفسير بالوضوح والسلاسة الى جانب الجمع بين المعاني الظاهرة والمعاني الباطنة وأهمُّ أعماله:
المعرفة الواضحة في تفسير سورة الفاتحة، 1921
الروضة الجامعة في تفسير سورة الواقعة، 1929
رسالة النور (في تفسير آية الله نور السماوات)، 1949
الحديث:
شرح الشيخ بضعة أحاديث عن طريق الإشارة:
اللحظة المرسلة عل حديث حنظلة 1923
حديث العشق (الديوان)
التصوف:
كما ألف في بيان شرعية آداب الطريق وتوضيح الحجج الدينية للأنشطة التي يزاولها الصوفية في مختلف العصور الاسلامية.
برهان الذاكرين 1921
هدية الإخوان في الإيمان و الإسلام و الإحسان 1919
رسالة تحفة الذاكرين وحكم العرفين 1950
جواهر المعاني
الفقه
الفتاوى
اللباب في إثبات الحجاب 1929
و يدل هذا العرض الموجز لمؤلفات الشيخ على تعرضه لكافة الميادين وطول باعه فيها رغم أن هذه المؤلفات حررت، في الغالب، بشكلٍ وجيزٍ
الأفكار 
صاغ الشيخ مجموعة من الأفكار النيرة التي تشكلت منها طرقته فهو يؤكد أولا على ضرورة التمسك بالعلوم والتحكّم في ناصيتها ولا سيما العلوم الشرعية والعصرية منها فهو يعتبر أن الرسالة الأولى لكل مؤمن ومسلم أن يغرف من بحر العلوم الظاهرة و الباطنة حتى يتجاوز بها كل قواطع النفس والجهل.
كما ألحَّ الشيخُ على ضرورة الجمع والتوفيق الكاملين بين الشريعة والحقيقة و نادى - كما نادى أسلافه من علماء السنة- بأنْ لا تحقُّقَ إلا بعد التحلّي بآداب الشريعة و رسومها وبأنْ لا تشرُّعَ ما لم يصحبه ذوقٌ روحيٌ و تحققٌ باللطائف الإلهية. 
على أنَّ هذا الجمع اللطيف بين حقائق الشرع و شرائع الحقّ لا يتمُّ إلا في رؤية متجذّرة في زمانها، عالمةٍ بالتغيرات الطارئة، ومواكبةٍ لما يستجدُّ في العصر بعد العصر من المتغيرات.

الشيخ محمد المدني والفقه المالكي

بسم الله الرحمان الرحيم
الـحَمد لله الذي خَلَقَ الموجودات مِن ظُلمَة العدم بنور الإيجاد، وجَعَلَها دليلاً على وَحدانيته لِذَوي البصائر إلى يوم الميعاد، وَشَرَعَ شرعًا اختارهُ لنفسِهِ وَأنزله في كتابه، وأَرسل به سيدَ العبادِ، فَأَوضَحَ لَنَا مَحجّته، وَقَالَ هَذي سبيل الرشاد، وَالصَّلاَة والسلام الأتمّان الأكملان الأغرّان الأنوَرَان عَلَى المبعوث رحمةً للعالمين وَمَنَارًا للسائرين، وَهاديًا للحائرين، سيد السابقين واللاحقين، وَأَكرَم الأولين والآخرين، سيّدنا ومولانا محمد القائل:“مَن يُردِ اللهُ به خيرًا يُفَقِّهُ فِي الدّين”، وَعَلَى خُلَفَائِه الرّاشدين ، وعلى آله وأصحابه مصابيح الهدى، وَينابيع الرّحمة، وَالصفوة من المؤمنين الصّادقين.
وبعد ،
1- مرحلة التحصيل فلإرشاد:
لما يسّر تبارك وتعالى لي الإطلاع على نسخة من كتاب 
“الأصول الدينية”
للعالم الربَّاني، الأستاذ الإمام الشيخ سيدي محمد المدني رحمه الله وبرّد ثراه، ازدَدتُ إدراكًا ويقينًا أنَّ مناقبَ شيخِنَا قَدّس الله روحَه أبعدُ مِن أَنْ تُستقَصى، وخصائصَه أكثرُ من أَن تُحصى. اشتَهَرَ بالبلاد التونسية أنَّه مؤســـس الطريقة المدنية وإليه تُنسَبُ.
فَبعَدَ تَحصيله العلوم الشرعية بالجامع الأعظم، جَامع الزيتونة المعمور الذي حَفظَ وَحَافَظَ عَلى دين وعروبة المغرب العربي الكبير– وتَخرّجه عَلَى يَد نخبة من علماء عصره الأجلاء رحمهم الله جميعا، نَخص بالذّكر منهم شيخ الإسلام الحنفي سيدي محمد بن يُوسف، والمفتي المالكي الشيخ سيدي بلحَسَن النجار، والأستاذ الإمام شيخ الإسلام سيدي محمد الطاهر بن عاشور، وقَاضي الجماعة سيدي محمد البشير النيفر، وشَيخ الإسلام سيدي محمد العزيز جعيّط، سَاعدته المقادير على الاتصال بالصوفي الأكرم المشهور بتلقين الإسم الأعظم الشيخ سيدي أحمد العلاوي المستغانمي من القطر الجزائري، وتَمسك بالطريقة العلاوية، وتَلَقَّى علمَ التصوّف على يديه، وصاحبه نَحوًا من ثلاث سنوات، ثم تفضَّلَ عَلَيه بالإذن في الرجوع إلى تونس لإرشَاد الخلق ونشر طريق التصوّف بإجازة خطيّة، وكان ذلك في سنة 1329 هجرية/1910 ميلادية.
ومنذ ذلك التاريخ إلى أن انتقل الى الرفيق الأعلى سنة 1378هـ/1959 م، أي مَا يقارب نصف القرن، عمل رضي الله عنه وأرضاه على نشر مبادئ التصوّف السنيّ القائمة على قيم المحبّة والإخلاص والعمل الصالح، والأخلاق الفاضلة، وتزكية النفس، والتعبّد والذكر، والشكر لله عزّ وجلّ، وانْبَرَى يُجدِّد الرّوحَ الدينيةَ، ويرسّخ ثقافة التسامح والاعتدال والوسطية، وينشر السلوك الحضاري، بعيدًا عن كلِّ أَشكال الغلوّ والتحجّر والإفراط والتزمّت والتعصّب.
وكان من ثَمَرات هذا السعي الحثيث الجاد أنِ انتَفَعَ خَلقٌ كثيرٌ بعلمه ونصحه وإرشاده، وتَخَرَّجَت عَلَى يَديه أجيال عرفت باستقامة سلوكها، ونقاوة ظاهرها، وَصَفاء سريرتِها، وطهارة باطنها، واعتدال مواقفها، وسلامة اتجاهها. وعرف هو بين الخاصة والعامة بأنه الصوفي العامل، والمرشد المربي الكامل، شيخ الطريقة الصوفية، المشهورة بالمدنِيّةِ.
غَيرَ أَنَّه خفي عن كثيرين منهم جوانب منه على قدر من الأهمية كبير، سأقتصر في عرضي الموجز هذا على واحد منها ، وهو الجانب الفقهي.
فبالإضافة إلى ما أفاض الله به على شيخنا الجليل رضي الله عنه من يَنَابيع الحِكَم ومن جَدَاول المعارف وأنهار الكلم، ومَا حَبَاه به من لطائف لدنيّة، وفتوحات ربانية، ومَعَارفَ ذَوقيَّة، كَانَ نَتيجة لتوجيه كليته لعلم القوم، الذي أظهر فيه الباع الطويل وأخذ منه الحظ الجزيل حتى ركب ذروة سنامه، فَقَد خصّه تبارك وتعالى بفقه غزير، وإلمامٍ شَامل بالمقاصد الشرعية والقواعد الكلية والمسائل الفرعية، خصوصا على مذهب السادة المالكية، يَشهد له بذلك كتابه 
الأصول الدينية في شرح الرسالة العلاوية“”
وكذلك فتاويه وإجاباته على أسئلة مريديه المبثوثة في رسائله التي كان يَبعث بها إليهم تَتْرَى.
2- نظرة في كتاب 
الأصول الدينية“”
.
الأصول الدينية
هو كتاب لا يزال مَخطوطًا، تبلغ صفحاته 262 من الحجم الكبير ولكن طبع منه الجزء الثالث. وهو شَرح مختصر وضعه الشيخ رحمه الله عَلَى “الرسالة العلاوية في بعض المسائل الشرعية”، وهي رسالة تشتمل على ألف بيت نظمها الشيخ العلاوي رضي الله، قال في شأنها المؤلف في مقدمة الكتاب: “أَلفَيتها روضةَ الأزهار، أو نقول بستان الأثمار، تأخذ بمجامع البصائر والأَبصار، لما اشتملت عليه من التحقيقات والأسرار، جَمَعَت أركان الدين الإيمان والإسلام والإحسان، وحَوَت أصوله بغاية التحقيق والإتقان، سَهلة التعبير، ثَابتة التحرير، قلَّ أن يكون لها في المؤلفات نظير”.
وقد احتوى هذا الكتاب على مقدمة مُختَصَرةٍ، وبيان مستفيض لما يلزم المكلف من التوحيد، باعتباره الرّكن الأول من أركان الدين. وخُتمَ بِجملة صالحة من التصوف يحتاجها المريد السالك لطريق الله، لما يلزمه من بيان الخلوة وكيفية ذكر الإسم الأعظم، ومَا يَلزَم المريــد من الآداب مع شيخه وإخوانه، ومَا يَلزمه أن يَتَحلّى به من جميل الصفات وأنواع المبرَّات، حَتَّى يَتَحَقَّقَ بالركن الثالث من أركان الدين، المعبّر عنه بالإحسان في الحديث الثابت عن سيد الأنام عليه أطيب الصلاة وأذكى السّلام.
وحاز القسم الأوسط : فقه العبادات القدرَ الأَوفى من الكتاب. فَقد شَمَلَ هذَا القسمُ الطَّهَارَةَ بأنواعها وأحكامها، ومَا يَكثر الاحتِيَاجُ إليه كَقضاء الحاجة وما يتعلق بها، والوضوء والغُسل، وَأَحكام الحيض والنفاس، والمسح على الخفّ والجبيرة، والتيمم ، وإزالة الخبث عن ثوب المصلي وبدنه ومكانه.
ثم تعرّض بعد ذلك إلى شروط الصلاة، وأوقاتها، ورفع الأذان لها،وأركانها ، وسننها، ومستحباتها ، ومكروهاتها، ومحرّماتها، ومبطلاتها، ومباحاتها. وعقدت فصول للنوافل وأوقاتها، والفَوائت وقضائها، وسجود السهو والتلاوة، وصلاة الجماعة وما يتعلق بها،وأحكام القصر والجمع، والخوف والجمعة، والعيدين، والخسوف والكسوف، والجنازة.
ثم تناول بعد ذلك الزكاة وشروطها، والأموال التي تجب فيها وأنصبتها، والجهات التي تُصرَفُ إليها الصدقات، وخَتَمَ هذا البابَ بزكاة الفطر.
ثم انتقل إلى باب الصيام، فذكرت جملة هامة من الأحكام يَحتاجها المكلّف، وَفَصَّلَ القولَ في أنواع الصوم ومسائل الاعتكاف.
ثُمَّ خَتَمَ هذا المبحث الفقهي الهام والمفيد بأحكام الحجّ إلى بيت الله الحرام، ومَا يَجب على المكلّف معرفته في حق سيّد الوجود صلى الله عليه وسلم.
وَقد نَظَمَ الشيخ رحمه الله مادةَ كتابه تبعًا لأبيات المنظومة، فهو يسترسل في شرحها على اعتبار مضامينها ومَا تُعالجه من أحكام، لذَا تَجده يشرحها بيتا بيتًا، ومرّة بيتين بيتين، وأخرى ثلاثة ثلاثة، وقد يشرح تسعة أبيات بالجملة كل ذلك بأسلوب لغوي بديع ، كما سنبينه لا حقا بمشيئة الله تعالى. وَكَانَ الفراغ من هذا الشرح على حدّ قول الشارح رحمه الله :"مساء يوم الأربعاء الرابع والعشرين من أنور الربيعين عام ثمانية وثلاثين وثلاثمائة وألف، الموافق لأربعاء 17ديسمبر 1919 .
3- أسلوب الكتاب ومنهجه:
وكتاب “الأصول الدينية” يعتبر ضمن ما كتبه الشيخ سيدي محمد المدني رضي الله عنه، ومَا وضعه من شروح، ومن أهمّ ما ألفه في باب الفقه لطلبة العلم فيما يتعلق بأركان الدين وقواعد الإسلام ، وتَبسيطها وتوضيحها لعامة المسلمين وذلك :
أولا : استنادا إلى الحديث الشريف الصحيح المروي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال : “بَينَمَا نَحن جلوسٌ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شَديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه، وقَالَ : يا محمد، أخبرني عن الإسلام فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : الإسلام أن تشهد أن لا إلهَ إلاَّ الله وأنَّ محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا. قَالَ صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه قال : فأخبرني عن الإيمان قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشرّه قال صدقت قال : فأخبرني عن الإحسان قال:أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال: فأخبرني عن الساعة قال : ما المسؤول عنها بأعلم من السائل . قال : فأخبرني عن أماراتها قال : أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان. ثم انطلق فلبثت مليًّا، ثم قالَ : يا عمر أتدري من السائل ؟ قلت الله ورسوله أعلم قال : فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم”. رواه مسلم.
وثانيا : سيرًا على نَهج كثير من علماء السلف الصالح الذين أفنوا جهودهم في خدمة الشريعة، وبيان أحكامها، وإشاعة أنوارها ، وإذاعة أسرارها في أرجاء عالمنا الإسلامي، حتَّى يكونَ المسلمون على بيِّنَة من معرفتها والتمييز بينها، وحتَّى تَكونَ عبادتهم صحيحة سليمة، تامّة كاملة، مستوفية للشروط المطلوبة، وتَكونَ خالصةً لوجه الله الكريم، وموافقة لما جاءت به السنّة القولية والفعلية عن نبيّنا المصطفى الأمين عليه أفضل الصلوات والبركات والتسليم .
فجاء كتاب “الأصول الدينية” كما أراده له مؤلفه رحمه الله مبيّنا لتلكم الأحكام، جامعًا لمَا تفرّق في غيره من شتات الفروع بغاية الإيجاز والإيضاح، بل متفرّدا بمسائل فتح الله بها على المؤلف ليست في غيره من المصنفات، ومُوضّحًا لجميع ذلك على مقتضى مذهب الإمام مالك رحمه الله، إمام دار الهجرة المحمديّة، التي هي المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصّلاة وأزكى السّلام، وهو المذهب الفقهي السنّي الذي أخذ به سكّان المغرب العربي قاطبةً منذ دخول هذا المذهب إلى تونس وانتشاره فيها، بل في المغرب كلّه، عَلَى يَد الإمام عبد السّلام بن سعيد التنوخي المعروف بسحنون في أواخر القرن الهجري الثاني، واعتمدوه وتمسّكوا به في الأحكام والفروع الفــقهيّة المستنبطة من القرآن الكريم والسنّة النّبويّة، في كنف اليسر والوسطيّة .
ولقد سلك الشّيخ سيّدي محمّد المدني رضي الله عنه في هذا الكتاب أسلوبا مبسّطا سهلا، حلوا جميلاً، مشوّقا مؤثرا، فكان كلامه كما يقول صاحب الموافقات:“قريبَ المأخَذ، سَهلَ الملتمس”، وكانت آراؤه واضحة جليّةً، وعباراته رقيقة نديّةً، وجُمَلُهُ السلسة تأسر العقولَ، وتَأخذُ بِمجَامِع قلوب الفحول، ومَعَانيه الرّقراقة تنساب بلا مشقَّة ولا عناء ، كما ينساب في الجداول الماء، لا يشبع القارئون من مطالعة أبوابه وفصوله، ولاَ يكلّ طلبة العلم من مذاكرة مسائل فروعه وأصوله.
لقد كان هذا الشّرح المبارك متّفقا مع الغاية التي هدف إليها الشارح رضي الله عنه، مراعيا عقول النّاس وطاقاتهم واستعابهم وفهمهم، إذ النّاس طوائف مختلفة، وجماعات شتّى، وثقافات متباينة، وعقليات متفاوتة، وعادات وتقاليد عديدة. قَالَ رحمه الله في مقدمة الكتاب : “فَاستَأذَنته في شرحها، فَأَذنَ لِي وَأَشاَرَ عَلَيَّ أن أسيرَ حذوَ لفظها، وأن لا نأتي بالغريب من الكلام ، فباللفظ المألوف يَحصل المرام، وَقَد قال صلّى الله عليه وسلّم :” خَاطِبُوا النّاسَ بمَا يَفهمون“. لذلكَ قَد تَنازل الشّيخ في هاته الرّسالة فتراه كثيرا ما يَجنحُ للتّعبير بلغة القوم، والتكلّم باللسان المشهور في هذا اليوم، تسهيلا للفهم ونشرا للعلم ، جزاه الله بما هو أهله، فشرحتها حسبما سمحت به القريحة، وأَدّتنِي إليه النّصيحة”. اهـ.
فنبيّنا الأكرم صلّى الله عليه وسلّم، وهو مرشدنا الأعظم، ومعلّم البشريّة جمعاء، كَانَ ينوّع أسلوبه، ويَختار ما يناسب عقول النّاس، بَل ويأمر أتباعه من الدّعاة إلى الله بمخاطبة النّاس على قدر عقولهم.
وعلى هذا الهدي الرّشيد، سار المؤلف رضي الله عنه، فَكانَ حكيما، هَدفه الوصول إلى قلوب النّاس قبل عقولها، وكَانَ يَتَعَامل مع العقول حسب مقدرتها، لا حَسَبَ مَقدرته هو، ولاَ يَحملها فوقَ طاقتها لذلك كان رضي الله عنه يَحرص في أغلب الأحايين على تقرير المشهور في المذهب دون ذكر الخلاف في المسألة، تَسهيلاً على المريد، واجتنابًا للتعقيد، فكان بحق من أهل هذه الآية الكريمة “ولكن كانوا ربانيّين”. قَالَ سيّدنا عبد الله بن عبّاس رضي الله عنهما في تأويل هذه الآية :“أَي كَانوا حكماء علماء حلماء”. وقال البخاري :“ويُقَال الرباّني الذي يربي النّاس بصغار العلم قبل كباره”. قَالَ ابن حجر :“والمراد بصغار العلم مَا وَضح منَ مَسائله، وبكباره ما دقّ منها، والبَدء بصغار العلم مرجعه مراعاة العقول”. وقد قيل :“كِلْ لِكلّ عبدٍ بِمعيار عقله، وزِن لَه بميزان فَهمه، حتّى تسلم منه وينتفع بك ، وإلاّ وقع الإنكار لتفاوت المعيار”.
إنّ غاية المؤلف من وضعه هذا الشرح الميسر أن يكون في متناول عامة النّاس من المسلمين، ويظل بين أيديهم مرجعا من مراجع الفقه المالكي الميسّر، كرسالة سيّدي أبي محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني ( ت 386 هـ ) بشروحها المختصرة، وكشرح الشّيخ سيّدي محمد بن أحمد بن محمد المالكي الشهير بميّارة ( ت 1072 هـ ) على منظومة “المرشد المعين على الضروري من علوم الدين” للشيخ سيدي أبي محمد عبد الواحد بن عاشر الأندلسي ( ت 1040 هـ) ، وغيرها من الكتب الفقهية المالكية الميسّرة والمتداولة التي نفع الله بها المسلمين شرقا وغربا.
ومما تَجدر ملاحظته والتنبيه عليه، أنَّ المؤلفَ رحمه الله لم يتعرّض في شرحه إلى ذكر الدليل من الأصول التي اعتمد عليها الإمام مالك رحمه الله في تأسيسه لمذهبه الجليل إلاّ نادرا، واكتفى في الغالب بذكر مشهور المذهب، وهو رواية ابن القاسم عن مالك في المدوّنة، ثمّ رواية غيره فيها، ثم روايته في غيرها ، ثم رواية غيره في غيرها ، إلى غير ذلك مما هو مبسوط في كتب المذهب ومبيّن لما به الفتوى.
وعذره رحمه الله أنه سلك المسلك السائدَ عندَ أغلب أيمّتنا المالكية، وهو أنّ معظم مصنفاتهم لا تتعرّض للدليل من الكتاب والسنّة وإجماع الأمّة إلاّ نزرًا قليلاً. وليس ذلك عن جهلهم بالدليل الأصلي ولا بالدليل الفرعي، ولا عن إهمال منهم لهذه الأدلّة، فإن لتبيين أدلّة الفروع أهمية كبيرة، وإنما مردّ ذلك في تقديرنا إلى ثِقَتهم بأئمة المذهب الذين دوّنوا الفروع عن الإمام مالك رضي الله عنه، وأَدَبُهم مَعهم. فَثقتهم بهم – وهم جديرون بهذه الثقة – جعلتهم لا يحتاجون للبحث عن أي دليل، مثلهم في ذلك مثل بعض التابعين في الحديث المرسل يرسلون الحديث لثقتهم بالصحابي الذي رووه عنه.
4- خلاصة العرض :
إنَّ الأستاذَ الإمام الشيخ سيدي محمد المدني رحمه الله وبرّد ثراه هو أحد أوعية العلم المتضلعين في فقه الأحكام الشرعية، وقد قدّم بكتابه “الأصول الدينية” خدمة جليلة لمنظومة “الرسالة العلاوية في البعض من المسائل الشرعيّة” وذلك بحلّ ألفاظها، والكشف عن مرادها، وإظهار معانيها، وتَبسيط دانيها، وفَتح مَغَاليقها، وقَد أَفضى على جميع أبواب المنظومة شرحًا وبيانًا يَفي بالمقصود، ويُحَقِّق المنشود، بأسلوب أدبيّ متين، ظهر فيه الشيخ كبيرا في علمه، عظيما في فقهه، واسعًا في اطلاعه، بليغا في بيانه، ثاقبا في فكره، محقّقا في بحوثه، حاذقا في توجهاته، بارعا في إشـاراته .
وانطلاقا من الأهمية العلمية والفقهية لهذا الكتاب في توضيح وتبسيط أركان الدين وقواعده – كما وقعت الإشارة إليه – ونظرا للحاجة الماسة إليه في التّفقيه ومعرفة أحكام العبادات وفرائضها، فإنّه يُسعدنا كثيرًا أن يسعى نَجل المؤلف فضيلة الشيخ الجليل المبارك سيدي محمد المنور المداني حفظه الله بالقرآن العظيم والسبع المثاني إلى طبع هذا الكتاب النادر والقيم، وإخراجه في صورة جيّدة، إثراءً لتراثنا الإسلامي الزّاخر، وتعميما للفائدة، فإنَّنَا رأيناه لا يدّخر جهدًا في نصح المسلمين .
وإننا إذ نتقدم إلى فضيلته بهذا المقترح، نَسأَل اللهَ العلي القدير أن يديم عليه نعمة الصحة والعافية ، ويبارك في عمره وحياته ، وأن يجعل هذا التأليف الجامع المفيد في سجل الأعمال الصالحة، والمبـرات الدائمة، والمآثر الخالدة لوالده المؤلف عليه من المولى الكريم الرّضا والرّضوان كذا الرّحمة مع الغفران.
كما نرجوه سبحانه أن ينفع به طلبة العلم الشريف، وعامة المؤمنين، آمين بحرمة سيد المرسلين، صَلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، والحمد لله ربّ العالمين .
 

 صلاة شجرة الأكوان :
للشيخ محمد المداني الحسني التونسي قدّس الله سرّه :
اللّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةِ الأَكوَانِ، المُتَفَرِّعِ مِنْ نُورِهِ مَا يَكُونُ وَمَا كَانَ، بَحْرِ نُورِكَ المُنَزَّهِ عَنِ التَّحْدِيدِ، المُبَرَّإِ عَنْ رِبْقَةِ الإِطْلاَقِ وَالتَّقْيِيدِ، عَيْنِ كُلِّ الأعْيَانِ، المُتَدفّقِ مِنْ أصْلِ النُقْطةِ الأَزَليَّةِ، المُتَجلِّي ِبِمَا هُوَ ظَاهِرٌ لِسَائِرِ البَرِيَّةِ، الَّذِي بَرَزَت لِلعِيَانِ حَقَائِقُهُ المُحَمَّدِيَّةُ، الفَرْعُ الزَّاهِرُ الزَّاهِي، بَلِ الأَصْلُ البَاهِرُ الإلَهيُّ، فَيْضُ الأَمَاكِنِ والأزْمَانِ، وَيُنْبُوعُ المَعَانِي والعِرْفَانِ، فَهُوَ جِنَانٌ والأَنَامُ أَثْمَارُهُ، أَوْ رَوْضٌ وَبُرُوقُ الخَلْق أَنْوَارُهُ، بَلْ هُوَ سَمَاءُ الوُجُودِ أَضَاءَتْ فِي لَيْلِ الأَكْوَانِ بُدُورُهُ وأَقْمَارُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَا انْتَشَرَ عَلَى لَوْحِ الوُجُودِ سِرُّ الأَلْوَانِ وَانْفَلَقَ مِنْ عَالَمِ الجَبَرُوتِ لَطَائفُ الْمَلَكُوتِ وَكَثَائفُ الأَعْيَانِ، نَسْأَلُكَ ببُطُونِ ذَاتِكَ عَنِ الشُّهُودِ، وظُهُورِ آيَاتِكَ لِلْوُجُودِ، أَنْ تَجْعَلَ في الصَّلاَةِ قُرَّةَ عَيْنِي، كَيْ يَتَحَقَّقَ جَمْعِي وَيَزُولَ بَيْنِي وَتَثْبُتَ فِي شُهُودِيَ العَيْنُ بَدَلاً عَنْ غَيْنِي، وَنَسْأَلُكَ بِوَحْدَانِيَّتِكَ أَنْ تُصَلّيَ عَلَى التَّنَزُّلِ الأَوَّلِ والظُّهُورِ الثَّانِي، قَبْضَةِ نُورِكَ الأَزَلِيِّ وَسِرِّ سَائرِ الأَوَانِي. اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى مِرْآةِ الْحَقَائِقِ، مِصْبَاحِ نُورِكَ المُمْتَدِّ ضِيَاؤُهُ إلَى أَجْزَاءِ الخَلاَئقِ، مَنْ تَجَلَّيْتَ عَلَيْهِ بِلاَ فَاصِلٍ وَلاَ فَارقٍ حتَّى قُلْتَ: "إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ"، فَأسْبِلِ اللَّهُمَّ علَيَّ حُلَّةَ سَنَاهُ وَحِلْيَةَ بَهَاهُ كَيْ يُسْقَى عَدَمِي بمَاءِ وُجُودهِ وَتَنْتَعشَ رُوحي بعَذْبِ مَوْرُودِهِ، فَيَنْطَويَ فِي حُضُـوريَ غَيْبي فَأَقُولَ كَقَوْلهِ: "لِي وَقْتٌ لَا يَسَعُنِي فِيهِ إلاَّ رَبِّي"، وَصَلّ وَسَلّم عَلَيْهِ عَدَدَ فَيْضِكَ الرَّحْمَانِيّ، المُتَدَفِّقِ مِنْ عَالَمِ الْجَبَرُوتِ عَلَى هَذَا الْعَالَمِ الْفَانِي، فَقُلْتَ: "الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى" فَاخْتَفَى عَدَمُ الْخَلْقِ فِي وُجُودِكَ وانْطَوَى، فَقُلْنَا لاَ مَوْجُودَ غَيْرُكَ، وَمَا فِي الشُّهُودِ إلاَّ بِرُّكَ وخَيْرُكَ، فَاحْجُبِ اللَّهُمَّ بَصَائِرَنَا عَنِ الْعَدَمِ، وَكَحِّلْ أَبْصَارَنَا بنُورِ الْقِدَمِ، وأَوْقِدْ لَنَا نُورَ التَّوْحِيدِ مِنْ شَجَرَةِ "فأَيْنَمَا تُوَلّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ" حَتَّى لاَ نَرْضَى بِصُحْبَةِ غَيْرِكَ وَلاَ نَرَاهُ.
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا نُورَ الْوُجُودِ وَعَيْنَ الْوُجُودِ وَمِفْتَاحَ الشُّهُودِ أَيُّهَا الْمَظْهَرُ الأَتَمُّ وَالنُّورُ الأَكْمَلُ الأَعَمُّ، يَا مَنْ أُسْرِيَ بِكَ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى حَتَّى كُنْتَ "قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنىَ"، فَانْطَوَى لَيْلُ الْبَشَرِيَّةِ فِي نَهَارِ تِلْكَ الذَّاتِ الْعَلِيَّةِ، "فَأَوْحَى إِلَيْكَ مَا أَوْحَى" وانْبَعَثَتْ إلَيْنَاَ أَشِعَّةُ ذَلِكَ النَّهَارِ، وَأَشْرَقَتْ عَلَى عَدَمِنَا الشُّمُوسُ مِنْكَ والأَقْمَارُ، فَوُجُودُنَا وُجُودُكَ وَشُهُودُنَا شُهُودُكَ، ونَحْمَدُ اللهَ حَمْدًا يَلِيقُ بِجَمَالِهِ، وَنَشْكُرُهُ شُكْرًا يُنَاسِبُ إِنْعَامَهُ وَإِفْضَالَهُ، وَنُصَلِّي وَنُسَلِّمُ عَلَى الْخُلَفَاءِ فِي الشَّرِيعَةِ، وَالأَحْكَامِ الْمُطَهَّرَةِ الْمَنِيعَةِ، وَعَلَى جَمِيعِ الآلِ وَالأَصْحَابِ اللاَّئِي غَرَفُوا مِنْ بَحْرِ حَقَائِقِهِ الْواسِعَةِ الرَّفِيعَةِ، وَعَلَى جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ، وَعَلَى أَزْواجِهِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَذُرِّيَاتِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَالْحَمْد لِلهِ رَبِّ العالمين.




السبب الذي جعل مؤشر الفأرة مائلا و ليس عموديا بالوندوز ؟



عندما قام Douglas Engelbart بإختراع فأرة الحاسوب  فقد 

كان مؤشر الفأرة عموديا وليس مائلا كما هو عليه الحال الان 

هذا ماتوضحه وثيقة نشرت على الانترنت يرجع عمرها لازيد 

من 30 سنة اي في سنة 1981 والتي نشرت بالتحديد على 

موقع section of Stack Exchange



من طرف احد المهتمين بتاريخ الكمبويتر والتكنولوجيا والتي 

يظهر فيها جليا ان Douglas Engelbart عند إختراعه لفأرة 

الحاسوب كان مؤشرها على النظام عموديا وليس مائلا ! لكن 

مالذي جعلها تصبح مائلة بعد ذلك ؟

عندما اراد مطورو Xerox وضع واجهة رسومية لنظام 

التشغيل انذاك واجهو صعوبة فيما يخص مؤشر الفأرة العمودي 

حيث انه كان لايظهر بشكل واضح جدا في الواجهة الرسومية 

كون ان دقة الشاشات "resolution '' اناذاك كانت ضعيفة 

على ماهو  عليه الامر الان لهذا كان من الصعب ان تظهر 

ايقونة الفأرة بشكل واضح ومميزة بين الايقونات الاخرى كما 

انه لايمكن تكبير حجمها لان عند  تمريرها ستغطي مساحة 

مهمة من الشاشة إضافة إلى انه سيصبح من الصعب التحكم بها 

على نظام التشغيل .

فجائت الفكرة ان يكون شكلها مائلا ب 45 درجة هكذا مع حدة 

الصورة  ''contras'' ستصبح ظاهرة بشكل افضل مماسبق .

وبالفعل هذا ماحصل  حيث نجح المطورون في جعل الايقونة 

تصبح ظاهرة بشكل اوضح وبدون تغير في حجمها .

 ومند ذلك الوقت اصبح مؤشر الفأرة مائلا حتى بعد تطوير دقة 

الشاشة التي اصبح اكثر وضوحا ، إلا ان وضعية مؤشر الفأرة 

المائل  اصبح موروث وتقليد معروف بين الشركات المبرمجة 

لانظمة التشغيل وكذلك البرامج .